فيضانات باكستان: كارثة بيئية ومأساة إنسانية

مقتل أكثر من 1100 شخص وتضرر 33 مليون آخرين في واحد من أسوأ الكوارث البيئية في باكستان منذ أكثر من عقد.

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس من أن العالم “يسير نائما” نحو تدمير البيئة، أثناء أطلقه الحملة العاجلة لجمع التبرعات لإنقاذ الباكستان التي اجتاحتها الفيضانات، حيث تم جمع 160 مليون دولار حتى اللحظة.

وقال: “الشعب الباكستاني يواجه مأساة إنسانية بسبب عدم الإكتراث بالتأثير الذي لا هوادة فيه لمستويات هطول الأمطار والفيضانات”.

واضاف: “بينما نستمر في رؤية المزيد والمزيد من الظواهر الجوية الخطيرة في جميع أنحاء العالم، فمن المشين أن يتم تهميش أهمية العمل على التغير المناخي ووضعه في المؤخرة من جدول أعمال الدول الكبرى، فنحن لا نزال نعاني من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية المستمرة بالارتفاع ، مما يضعنا جميعًا – في كل مكان – في خطرمتزايد”.

وقال جوتيريس الذي من المقرر أن يسافر إلى باكستان في 9 سبتمبر في “زيارة تضامن”: “دعونا نتوقف عن السير أثناء النوم نحو تدمير كوكبنا بسبب تغير المناخ”، “اليوم، إنها باكستان. غدا، يمكن أن تكون بلدكم”.

“إن صور المياه وهي تتدفق في الشوارع، وتبتلع القرى، وتدمّر الجسور بمثابة تذكير صارخ بأوجه عدم المساواة في أزمة المناخ، التي تؤثر على العالم النامي بشكل غير متناسب. وتتحمل الدول الغنية مسؤولية تاريخية أكبر بكثير عن الأزمة في المقام الأول”.

قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن الفيضانات الحالية في باكستان كانت “الأسوأ في تاريخ البلاد”.

في المرة الأولى التي تحدث فيها مع وسائل الإعلام الدولية منذ توليه رئاسة الوزراء في أبريل، حذر من أن باكستان تواجه نقصًا في الغذاء بسبب الأضرار التي لحقت بالمحاصيل بسبب الفيضانات وأن أسعار الطماطم والبصل “ارتفعت”.

وأضاف شريف أن “كل قرش من المساعدات” يرسل إلى باكستان “سيصل إلى المحتاجين”.

وفي نفس الوقت، قال وزير التخطيط أحسن إقبال إن على شمال الكرة الأرضية تكثيف مسؤوليته تجاه البلدان المتضررة من تغير المناخ.

وقال “كل نوعية الحياة التي يتمتع بها الناس في الغرب ، هناك من يدفع الثمن في العالم النامي”.

قال وزير المناخ الباكستاني إن ثلث مساحة باكستان غارقة بالكامل في فيضانات تاريخية.

جرفت الفيضانات المفاجئة المدمرة الطرق والمنازل والمحاصيل – تاركة وراءها دمارًا مميتًا في أنحاء باكستان.

وقالت شيري رحمن: “إنه محيط واحد كبير، ولا توجد أرض جافة لضخ المياه”، واصفة إياه بأنه “أزمة ذات أبعاد لا يمكن تصورها”.

وحسب الإحصائيات فقد لقي ما لا يقل عن 1136 شخصا حتفهم، وفقا للمسؤولين، كما هطول الأمطار في الصيف هو الأكثر غزارة خلال عقد من الزمن، وذلك لأسباب تتعلق بتغير المناخ.

وقالت السيدة رحمن لوكالة فرانس برس ان ثلث مساحة باكستان مغمورة بالمياه في الوقت الحالي وهو ما يتجاوز كل الحدود وكل معيار رأيناه في الماضي”.

واضاف الوزير “لم نر شيئا كهذا قط”.

قال مسؤولون إن من بين الذين عُرف عن وفاتهم، توفي 75 في الساعات الأربع والعشرين الماضية وحدها، مضيفين أنه من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.

وفي حديث لبي بي سي ، قال وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري إن ثلث القتلى من الأطفال.

وأضاف “ما زلنا لا ندرك مدى الضرر”.

ويقدر المسؤولون أن أكثر من 33 مليون باكستاني – واحد من كل سبعة أشخاص – قد تضرروا من الفيضانات التي جرفت مياها الغزيرة في وادي سوات الجسور والطرق، وعطلت قرى بأكملها.

كما صدرت أوامر لآلاف الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة الجبلية بالإخلاء – ولكن حتى بمساعدة طائرات الهليكوبتر، لا تزال السلطات تواصل الجهود للوصول إلى المحاصرين في المناطق النائية.

وقال رئيس الوزراء الذي رافق إحدى الطائرات أنه لا يستطيع تخيل ما جرى، فقد “تم القضاء على المكان قرية تلو قرية، ودمرت ملايين المنازل”، أما أولئك الذين تمكنوا من الفرار تم حشدهم في واحد من العديد من المخيمات المؤقتة.

وتعد مقاطعات مثل السند وبلوشستان الأكثر تضررا، لكن المناطق الجبلية في خيبر بختونخوا تضررت بشدة كما كشفت مشاهد مأساوية للكارثة المناطق التي غمرت بالفيضانات.

قا ل علي جان لرويترز إن السماء كانت تمطر ولكن ليس بغزارة بينما كان واقفا محاطًا بالمياه في تشادسادا بشمال باكستان. لكن ذلك تغير بسرعة.

وقال جان “فجأة انهار الجدار الخارجي للمجمع وتدفق الماء فيه.” “بالكاد تمكنا من إنقاذ أنفسنا. بحلول الوقت الذي كانت فيه النساء تغادر المنزل، أصبحت المياه عميقة للغاية. قمنا بإجلاء النساء والماشية. والباقي هناك لتراه. كما تم تدمير المحاصيل”.

وقال إن أكثر من 3000 متطوع يوزعون المساعدات في جميع أنحاء البلاد لكنه رقم غير كاف، “نحصل على مساعدات، لكنها لا تكفي مع ما نحتاجه على الأرض، لأن الأضرار أعلى بكثير مما كان متوقعا”، مضيفا أن فرق المتطوعين تعاني من ضغوط شديدة في توصيل الإمدادات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها منذ أسابيع.

المصدر:

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *