خبراء ومنظمات بيئية وقانونية وبناء السلام يحذرون من الأثار البيئية للحرب الروسية الأوكرانية

ترجمة: NCEJ

في رسالة مفتوحة عاجلة، حذر أكثر من 900 خبير في القانون الدولي والبيئة وبناء السلام وأكثر من 155 منظمة من أكثر من 75 دولة من أن الغزو الروسي غير القانوني لأوكرانيا يشكل مخاطر جسيمة ليس فقط على سيادة وحقوق الإنسان للشعب الأوكراني ولكن لبيئة أوكرانيا والمنطقة الأوروبية بشكل عام.

وأكد كارل بروش، رئيس جمعية بناء السلام البيئي والمحرك الرئيسي لتوجيه الرسالة، أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب الشعب الأوكراني. وأشار إلى أن “حماية البيئة في أوكرانيا ليست مصدر قلق ثانوي عابر، بل هي مصدر قلق وخوف كبيرين ، وذلك لان أوكرانيا ليست هدفا عسكريا بمنشأتها النووية، وبالتالي فهي محمية بموجب القانون الدولي؛ لكن الغزو الروسي قد أضر بشكل متكرر وبطرق عديدة بالبيئة من خلال العمل المتعمد والمتهور غير محسوب النتائج. وهذه الأضرار بدورها تزيد من حجم الآثار على حقوق الإنسان وحياة الإنسان “.

وحذر الخبراء من أن العمليات العسكرية بالقرب من المنشآت النووية ومصانع البتروكيماويات والمنشآت الصناعية الأخرى تنطوي على مخاطر واسعة النطاق وطويلة الأمد على صحة الإنسان والبيئة في حالة تضررها. وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء مصادرة روسيا واحتلالها للمرافق في موقع كارثة تشيرنوبيل النووية، والتي تهدد بنشر المواد المشعة خارج منطقة الاحتواء.

كما حذرت الرسالة من المخاطر الشديدة للأعمال العسكرية الروسية في بلد به 15 منشأة نووية نشطة، وقد تم إثبات هذه المخاطر مع ورود أنباء عن اشتعال النيران في منشأة زابوريزهجيا النووية، أكبر محطة نووية في أوروبا، بعد هجوم روسي.

ويحظر القانون الدولي بشكل صارم استهداف محطات الطاقة النووية وغيرها من المنشآت القادرة على إطلاق قوى خطرة.

وتظهر الجهود اليائسة للسيطرة على حريق زابوريزهيا في خضم منطقة حرب نشطة بشكل واضح الأبعاد البيئية العميقة والخطيرة للغاية للحرب. ومع ذلك، كما يشير الخبراء، فإن هذه الآثار لا تنتهي مع زيادة المخاطر النووية.

وتشير الرسالة أيضا إلى أن التهديد الروسي بتسليح موارد النفط والغاز لديها يسلط الضوء على “العلاقة الوطيدة والمتكررة بين موارد الوقود الأحفوري والصراع العنيف”. مستشهدة بتحذيرات التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وتصف الرسالة غزو روسيا لأوكرانيا بأنه “تذكير قاتم بالأهمية القصوى والضرورة الملحة لإنهاء اعتماد العالم على الوقود الأحفوري”.

قال كارول موفيت، رئيس مركز القانون البيئي الدولي، والمؤلف الرئيسي للرسالة: “مثلما يؤجج النفط والغاز أزمة المناخ، يوضح غزو روسيا لأوكرانيا كيفية تمويل الوقود الأحفوري وإثارة الصراع وإطالة أمده، وأن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري يزعزع استقرار السلام العالمي كما هو الحال بالنسبة للمناخ العالمي “.

وانضم الموقعون إلى الدعوة العالمية لروسيا لإنهاء حربها غير القانونية وسحب قواتها، ودعوا روسيا كذلك إلى إنهاء القتال على الفور بالقرب من المنشآت النووية والكيميائية وتوضيح ما إذا كانت قواتها قد استخدمت ذخائر اليورانيوم المنضب في أوكرانيا على وجه السرعة.

وتدعو الرسالة المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالمدافعين عن البيئة وحمايتهم، وتوفيرالمخصصات اللازمة لتقييم ورصد الآثار البيئية للغزو بسرعة.”

وأخيرا دعت الرسالة المحكمة الجنائية الدولية وهيئات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى التحقيق في الانتهاكات المحتملة للقانون البيئي الدولي وقانون حقوق الإنسان ورصدها، وضمان مساءلة كل المتسببين بالأضرار.

وكانت قد أفادت السلطات الأوكرانية أن الهجوم الروسي أشعل النار في مفاعل غير نشط يحتوي على وقود نووي، وأن رجال الإطفاء الذين كانوا يحاولون الوصول إلى الحريق قد أصيبوا بإطلاق النار من قبل الجنود، كما تم رصد مستويات إشعاع من موقع المفاعل ما يهدد بكارثة بيئية وإنسانية عالمية.

المصدر:

ciel.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *