حذّرت الأمم المتحدة في تقرير لها من أن الاحترار المناخي قد يصل إلى 2,6 درجة مئوية، بحلول نهاية القرن نظرا إلى التعهّدات الحالية لمكافحة انبعاثات غازات الدفيئة، وهي نتيجة اعتبرها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “لا ترقى إلى المستوى المطلوب لدرجة مثيرة للشفقة”.
طالب الأمين العالم للأمم المتحدة غوتيريش بوقف “الغسيل الأخضر”، وأي ترويج جهات لمعلومات مضللة بشأن التزامات مزعومة لحماية البيئة. إلا أن الدول لا تلتزم تعهداتها والمسار الحالي يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض بـ2,8 درجة مئوية، وفق ما جاء في تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
والمساران يؤديان إلى احترار أعلى من هدف اتفاق باريس للمناخ، لحصر ارتفاع درجة الحرارة بمعدل أقل من درجتين مئويتين.
وأشار التقرير إلى الدعوة التي خرج بها COP26 الذي عقد في جلاسكو للدول الموقعة على اتفاق باريس إلى تعزيز التزاماتها والتالي انجاح الخطط الرامية لخفض الانبعاثات والتي تُعرف بـ”المساهمات المحددة على المستوى الوطني، لكنها بسبب عدم إلتزامها بتلك التعهدات فإن الأرض ستكون الضحية الأساسية من حيث ارتفاع درجة الحرارة الأمر الذي سنعكس سلبا على التنوع المناخي والحيوي البيئي على الكوكب.
لكن حتى هذا الوقت فإن الدول التي قدمت ما تعهدت به فقط 24 دولة فقط ، الأمر الذي سيطرح بقوة في COP27 في شرم الشيخ في مصر.
كارثة عالمية
وقد أخرج هذا التجاهل للإالتزامات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صبره، واصفا في رسالة فيديو تم نشرها له أن التعهدات التي تم استلامها “لا ترقى إلى المستوى المطلوب، بل هي قليلة لدرجة مثيرة للشفقة”، وحذر قائلا “نحن متجهون إلى كارثة عالمية”.
وبناء على التقرير فإن المساهمات بوضعها الحالي تعني أن هناك استمرار لعملية الحتباس الحراري على الأرض وهذا سيشكل خطورة بمعدل 66% لحدوث الأرتفاع في درجة حرارة الأرض لتصل 2.6 درجة مئوية نهاية القرن.
وكان غوتيريش مباشِرا أكثرعندما قال إذ قال ان الالتزامات بحياد الكربون لا قيمة لها بدون خطط وسياسات وإجراءات تدعمها، وأضاف “لم يعد أمام عالمنا مجال للقيام بالغسل الأخضر، كحل أو ربما مخرج لتبرير عدم الإلتزام”.
عام ضائع
وأشار تقرير آخر نشرته هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة إلى أن الالتزامات الدولية الأخيرة بشأن المناخ ما زالت “بعيدة جداً” عن تلبية هدف اتفاق باريس.
وقالت آن أولهوف، المُعدّة الرئيسية لتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، لوكالة فرانس برس إن عام 2022 سيكون “عاما ضائعا آخر (…) لكن هذا لا يعني أن جميع الدول لا تأخذ الأمور على محمل الجد. لكن بشكل عام، فهي بعيدة عن أن تكون مُرضية”.
وتوقّعت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير لها أن \ الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة المرتبطة بالطاقة ستبلغ ذروتها عام 2025، بسبب تأثر الأسواق العالمية المنتجة للطاقة بالغزو الروسي لأوكرانيا.
ويرى مدير الوكالة فاتح بيرول أن “نهاية العصر الذهبي للغاز” قد حانت بسبب أزمة الغاز التي تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا والتي تدفع أوروبا إلى الاستغناء عن الغاز الروسي. ومع أخذ التزامات “الحياد الكربوني” التي ضاعفتها البلدان أخيرا في الاعتبار، يمكن حتى حصر الزيادة إلى 1,8 درجة مئوية والاقتراب من الهدف الذي حدده اتفاق باريس. لكن “هذا السيناريو غير مقنع حاليا”، بحسب التقرير الذي يشير إلى “التباينات” بين الوعود التي قُطعت والنتائج التي تم الحصول عليها.
الأنظمة البيئية البحرية
حسب تقرير قدمته مجلة Global Change Biology المعنية بالدراسات والأبحاث العلمية فقد شهدت مياه البحر الأبيض المتوسط ارتفاعا ملحوظا في الآونة الأخيرة مما يهدد الأنظمة البيئية البحرية، ويسفر عن حدوث حالات نفوق جماعي للعديد من الكائنات البحرية.
ويشير العلماء إلى أن المياه من برشلونة إلى يافا والريفيرا الفرنسية إلى ساحل شمال إفريقيا تشهد ارتفاعات استثنائية في درجات الحرارة تتراوح بين 3 درجات مئوية و 5 درجات مئوية فوق المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام.
ووصلت درجات حرارة المياه إلى 30 درجة مئوية في بعض الأيام.
ومؤخرا، حظيت موجات الحر إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت مستويات قياسية في العديد من البلدان حول البحر الأبيض المتوسط، مع آثارها المأساوية من حرائق الغابات والتهام مساحات شاسعة إلى الجفاف باهتمام العالم والعلماء.
ويقول التقرير إن مجموعات من حوالي 50 نوعًا، من بينها الشعاب المرجانية والإسفنج والطحالب الكبيرة، قد تأثرت بارتفاع درجة حرارة المياه على طول آلاف الكيلومترات من سواحل البحر الأبيض المتوسط ، من إسبانيا إلى الشرق الأدنى.
ويعتبر العلماء، أن هذه الظاهرة قد يكون لها آثارا مدمرة على دول المنطقة إذا لم يتم التعامل معها في أسرع وقت ممكن.
وبعض الأنواع الأكثر تضررا، وعرضة للتأثر هي من الأنواع التي تعتبر أساسية للحفاظ على الأداء الوظيفي والتنوع البيولوجي للموائل الساحلية الرئيسية، وتشمل مروج الأعشاب البحرية أو تجمعات الشعاب المرجانية، وهما من أكثر الموائل رمزية في البحر الأبيض المتوسط.
وبالرغم من أن البحر الأبيض المتوسط يمثل أقل من 1٪ من مساحة سطح المحيطات العالمية، إلا أنه أحد الخزانات الرئيسية للتنوع البيولوجي البحري، ويحتوي على ما بين 4٪ و 18٪ من الأنواع البحرية في العالم.
وهو على رأس قائمة البحار والمحيطات التي ترتفع درجة حرارتها بشكل أسرع.
يبحث علماء المحيطات على وجه التحديد عن سلطات تضمن حماية 30 بالمئة من المناطق البحرية من النشاط البشري، مما يمنح الأنواع البحرية فرصة للتعافي والازدهار.
المصادر